النــــــاس ومستنقع الأحزان

**ركن الجمال** الإثنين نوفمبر 17, 2008 4:35 am

هناك الكثيرون ممن انسحبوا من حياتهم بصمت

تسللوا عبر جدران السعادة

بعد ان فقدوا الإحساس بطعم الحياة

وأصبحوا سجناء لأفكارهم السوداء الحزينـة

فيرفضون استقبال الصباح وتسلل النور إليهم

فيرفضون الرجوع إلى مـدينـة السعادة وما أقساه من سجن يبنوه لأنفسهم

وينتظرون الليل بعد إن اتخذوه رفيقا في مستنقع الأحزان

ليمارسوا في حضوره بكاءهم اللذى كاد أن يروى الأرض فتنبت زهورا يانعه

فيطردون الأحلام ويقتلون الأمل بكل ما أوتو من قوة لكى !!!

يعيشوا غربه موحشة بينهم وبين أنفسهم والبكاء على ما مضى وكان

يمارسون طقوساً سوداء لاتعود عليهم سوى بالحسرة والألم

لا تدري لماذا هم يقومون بهذه الطقوس ؟؟؟

سوادهم سرق منهم بريق الألوان وشذا الورد سرق من روحهم

التي كانت مرحـه ولم يبقى سوى الآلام

فلا يرون إلا النصف الفارغ من الكأس ويتناسون إن النصف الأخر اللذى به المستقبل

احترت في أمرهم أنظروا إلى الكأس بقي هناك النصف فارغ لم يذهب بعد إملئوه بالأمل والسعاده

لماذا الهروب إلى مستنقع الأحزان بقي هنالك أمل في حياة بمدينـة أسمها سعادة

الأحزان محطة لا يوجد احد لم يتوقف عندها

أنا وانتم مررنا بها فقدنا السعادة ذهبنا لذلك المستنقع

عند فقدان الاحبه وفراق البعض من من سكنو داخلنا وفى حياتنا

ومحاصره الفشل للأحلام ومحاولات لقتل الضحكات

وعند تلقى الطعنات بسكين الغدر والخيانه والفراق

ولكن نسيان الإحزان واستقبال الأمل مع مرور الزمن

كفيل بإسقاط هذه الأحزان من الذكرى لنستمر في حياتنا

وإن كان مؤلما على النفس النسيان لكنه أفضل للعقل والإنسان

ورغما عنا أبينا أو رضينا قطار العمر والحياة مستمره

هناك الكثيرون وإن لم يكونوا الاغلبيه

يحاربون النسيان ويتمسكون بأطراف الذكريات المؤلمة

ويصبحوا اسرى لتلك الأحزان

فيعلنون ببساطه انسحابهم من مدينة السعادة

الم يحن الوقت للاستيقاظ من هذه الأحزان ؟؟؟!!

الم يحن الوقت للتوقف عن السباحة في بحيرة اليأس؟؟؟!!

والعبور على جسر الأمل عوضا عن ذلك للرجوع إلى مدينـة السعادة

فالشمس لا زالت تشرق وتعطى دفئها للجميع

والبلابل لا زالت تغرد والطيور لازالت تحلق فى سماء الله

والأمل لا يزال موجود والإيمان بالله والقدر والنصيب

والطيبون في الأرض لم ينقرضوا أتفهمون ذلك لم ينقرضوا

ولن ينقرضو وفى كل دولة هناك من سكن مدينة السعاده وهاجر مستنقع الأحزان

الحياة اقصر من أن نقضيها في حزن والقلب خلقه الله لكى يدق وينمو بالحب والعطاء للحياة

وكل لحظه تمر لن تعود فان لم تستمتع بها فلن يفيدك البكاء عليها مهما نثرت الدموع

وما أجمل الدنيا بإشراقة أمل أو نظرة عميقه فى عيون طفل وليد نستمد منه الأمل

ومهما زاد الحزن هناك الأمل موجود لكل من يبحث عن الأمل

فهيا بنا نمضى فى حياتنا ونجعل الأحزان لحظات

عوضا عن أن تبكينا الأحزان نضحك عليها ونجتهد فى زرع الأمل بالله سبحانه وتعالى

تبا * تبا * تبا * تبا * لمستنقع الأحزان

الأمل فى الله والحياة مازالت تعطى

الحمد لله اللذى لا يحمد على مكروه سواه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته